لطالما اعتقدت أنه يوجد لدي "لخبطة" في معنى الوطن
عندما أسمع كلمة وطن... عدة أماكن تتبادر إلى ذهني و لا أعرف أي منها يستحق أن يكون "الوطن" . هل هو المكان الذي ولدت فيه... مشيت فيه... درست فيه... و عشت حياتي فيه؟ هل هو المكان الذي حرصت أمي أن أحفظ ألوان علمه... و أردد أناشيده... و أكتب قصائداٌ له؟ هل هو المكان الذي يقول جواز سفري أنني أنتمي إليه... و أعيش فيه... و لا يجعلني أشعر بالغربة أبداٌ؟ هل هو مكان لم تطأه قدمي بعد؟ هل هو مكان ليس في هذا العالم و لا في هذه الحياة بل في حياة أخرى؟
هل يجب أن يكون مكاناٌ أصلاٌ؟؟
ألا يمكن أن يكون الوطن شعوراٌ... كما يشعر الطفل في حضن أمه؟ ألا يمكن أن يكون الوطن جزءأٌ من الوقت... كلحظة معينة من الزمان... تشعر فيها بانتماء قوي ينبض به إحساسك؟ ألا يمكن أن يكون ذكرى تجعلك تبتسم طويلا كلما تذكرتها؟
أغار كثيراٌ منك أنت الذي يتبادر الى ذهنك شيئ واحد فقط عندما تسمع كلمة "وطن" أما أنا... فأضطر إلى أن أبحث عن الوطن في كثير من الأماكن... و كثير من المشاعر... و كثير من الأزمان... و كثير من الذكريات
و أخاف كثيراٌ ألا أجده إلا في حياة أخرى